نشر في الصحافة –عكاظ في 14/5/1428هـ-
خبر إعادة بناء سقيفة بني ساعدة بجوار
المسجد النبوي، وسيكون مبنى متعدد
الأدوار، فيه قاعة للمؤتمرات والندوات
والمعارض، وسكن لاستقبال ضيوف الدولة
... إلخ.
ولست أشك أن هذا المبنى سيكون فتنة
جديدة لجهال المسلمين من الزوار
والحجاج .. وسيُقصد للتبرك والتمسح،
ولنا فيما يحصل في المساجد السبعة
وجبل أحد والمساجد الأثرية بجوار
المسجد النبوي، والمكتبة التي يشاع
أنها مكان مولد النبي عليه الصلاة
والسلام بمكة – عبرة.
إن قضية العناية بالآثار وتضخيمها
وطرحها طرحا لافتا في وسائل الإعلام
-في الفترة الأخيرة- أسلوب نجح أهل
البدع من خلاله في الوصول إلى غايات
معروفة عندهم .. فتحتَ ستار الشعارات
الخداعة: الحفاظ على هوية الأمة ..
ربط الأجيال القادمة بماضيها التليد
.. الحرص على المكتسبات الحضارية
للأمة ... إلخ هذه الشنشنة التي إن
فتشت تحتها وجدت خطرا محدقا بعقيدة
المسلمين .. يدرك هذا حق قدره من أدرك
إدراكا جيدا القاعدة المؤصلة: حماية
جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل للشرك.
إنه لو سُلم جدلا أن هذه الأطروحات
السابقة لها حظ من الأهمية؛ فإن هذه
الأهمية ستتلاشى حين مقارنتها
بالمفسدة العقدية المترتبة على
الاحتفاء بهذه الآثار وإبرازها للعامة
.. ولسنا أغبياء حتى يقال لنا: هذه
أوهام .. وهذا سوء ظن بالمسلمين ..
إنها حقائق نلمسها ذات اليمين وذات
الشمال .. وإن تعامى عنها الجاهلون.
إن على أهل السنة وحماة التوحيد في
هذا الزمن الذي نعيشه مسئولية عظمى ..
فالقوم قد دبروا لدعوة التوحيد في هذه
البلاد الأمور .. وكادوا المكائد ..
أو لم تقرأوا فرحهم وابتهاجهم بهذا
الخبر .. حتى لقد قائل قائل منهم:
إعادة بناء السقيفة .. ضربةٌ
للوهابية!
وإن مما يحز في النفس أن بعض بني
جلدتنا .. لا أدري ما الذي أصابهم ..
ميوعة وتساهل في مسائل التوحيد وذرائع
الشرك .. حتى إنني والله لا أكاد أصدق
أن منهم من درس التوحيد منذ عهد
الطفولة وإلى حصوله على أعلى الرتب ..
أو ما اطلعتم على ما قاله بعض
المتصدرين للفتوى في وسائل الإعلام
منكرا على من دعا إلى هدم المسجد
المزعوم أنه مسجد البيعة بمنى ..
وحجته من جنس العبارات الرنانة
السابقة .. فماذا كانت النتيجة في حج
العام الماضي؟ منكرات عقدية عظيمة ..
بكى منها أهل التوحيد بكاء حارا.
يا إخوتاه .. ليقم كل منا بما عليه
.. دعوة وإنكارا .. توجيها ومناقشة ..
تنبيها لأهل العلم وذوي الكلمة
والسلطان .. إبراء ومعذرة إلى ربكم.
وتذكروا يا أهل التوحيد أن التوحيد
أعظم نعمة .. (ثم لتسئلن يومئذ عن
النعيم).
وتذكروا أيضا .. (وإن تتولوا يستبدل
قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). |